U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

خطبة جمعة وافقت عيد الفطر 1444

 خطبة جمعة وافقت عيد الفطر 1444

القى الشيخ بندر العامري

خطة جمعة وافقت عيد الفطر

الخطبة الأولى :ـ

إن الحمد لله نحمده ونستعينُه ونستغفِره، ونعوذُ بالله من شرور أنفُسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِهِ. 

عِبادَ الله: اتَّقُوا اللهَ تعالى في السرِّ والعلَن، واجتنِبُوا الفواحِشَ ما ظهرَ منها وما بطَن، واعلَمُوا أن الحياة عملٌ ولا حِساب، والأخرة حسابٌ ولا عمل، فاتقوا اللهَ تعالى بالعملِ بما يُحبُّه ويَرضَاه، وسارعوا إلى مغفرتِه وجنَّتِه، بلزومِ أمرِهِ واجتنابِ نهيه، 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾)آل عمران: 102(

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾(النساء: 1 (

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾(الأحزاب: 70، 71) أمّا بعد، فإنّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذنا الله واياكم من البدع والضلالات والنار .

أيها المؤمنون عباد الله : إن في انصِرام الأزمان، أعظمُ مُعتبَرٍ، وفي تقلُّب الأيام، أكبرُ مُزدَجَر، لقد كنتُم تَرتقبونَ مَجِيءَ شهرِ رمضانِ، ولقد جاءَكم وخَلَّفتُموه وراءَ ظهورِكم، وهكذا كلُّ مُسْتَقبَلٍ سوفَ يَصلُ إليهِ العبدُ ثم يُخَلِّفُه وراءَهُ حتى الموت، ولقد أودعتُموه ما شاءَ ربُّكم أنْ تُودِعوهُ مِن الأعمال، فمَن كان مِنكُم قد أحسنَ فيه العملَ فَلْيُبْشِرْ بالقبول، فإنَّ اللهَ يَتقبلُ مِن المُتقين، ولا يُضيعُ أجْرَ المُحسِنين، ومَن كان مِنكُم مُسيئًا شديدَ التقصيرِ فلْيَتُب إلى الله، فالتوبة قبلَ الموتِ مقبولةٌ، واللهُ يُحبُ التوابين، ويَفرحُ بتوبةِ عبدِه المؤمن، فقد قال الله – جل جلاله – مُبشرًا ومُرهِّبًا (  مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) وقالَ الله آمِرًا ومُبشِّرًا ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ،لقد عاش المُسلمون في رمضان لذَّة المُناجاة لربهم - جل وعلا -، وأُنسوا القُرب منه بالتضرُّع إليه والدعاء، فطابَت بذلك نفوسُهم، وانشرحَت صدورُهم، واستأنَسَت أفئدُهم، فلله الحمدُ والمنَّة، وله الشكرُ على هذه النعمة.

معشر المسلمين :ـ هنيئا لكم جميعا هذا العيد، وتقبل الله منا ومنكم، وأعاده علينا أعواما عديدة وأزمنة مديدة ونحن في صحة وأمنً وسلام ، وجعلَنا الله وإياكُم مِن أهل يوم المَزيد، وجعلَ عِيدَكم سُرورًا، وملَأَ صُدورَكم فرَحًا وحُبُورًا. العِيدُ شَعِيرةٌ مِن شعائِرِ الله، يتجلَّى فيها الفَرَحُ بفضلِه وبرحمتِه، وجُودِه وإحسانِه. العِيدُ يومُ جمالٍ وزِينة، وفرَحٍ وسعادة. عباد الله: هذا يومُ جمع الله لكم فيه عيدين، عيد سنوي وعيد أسبوعي، أدام الله علينا وعليكم الأفراح، والسنة في ذلك أن من صلى العيد مع المسلمين؛ فهو مخير بين أن يصلي الجمعة أو أن يصليها ظهرا، وهذا من رحمة الله بالخلق، فله الحمد والمنة، أخرج أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم( لقد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون ) مُرَاد بِقَوْلِهِ فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنْ الْجُمُعَة أَيْ عَنْ حُضُور الْجُمُعَة وَلَا يَسْقُط عَنْهُ الظُّهْر.. العِيدُ يا عباد الله موسِمٌ لإصلاحِ ذاتِ البَين، وصِلةِ الأرحام والإحسان، وتجديدِ المحبَّة والمودَّة. وفي الحديثِ المُتَّفقِ على صحَّتِه: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ( مَن أحَبَّ أن يُبسَطَ له في رِزقِه، ويُنسأَ له في أثَرِه، فليَصِل رَحِمَه ). فيا مَن وُفِّقتُم للصِّيام والقِيام، وعظَّمتُم شعائِرَ الله، واجتَنَبتُم محارِمَه! اشكُرُوه على ما هداكم، ويسَّرَ لكم الطاعةَ واجتباكُم بإظهارِ أثَرِ النِّعمة. فاللهم لك الحمدُ والشُّكرُ أن هدَيتَنا للإسلام، ولك الحمدُ والشُّكرُ على ما أنعَمتَ به علينا مِن إتمامِ الصِّيام والقِيام، ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185] ولئِن انقَضَى قيامُ شهرِ رمضانَ فقد سَنَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قيامَ الليلِ طِوالَ السَّنةِ، ورَغَّبَ فيه، فصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ: أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ ) ، وثبتَ عنهُ صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ: ( رَحِمَ اللهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، وَرَحِمَ اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ، وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ) ، وصحَّ أنَّه صلى الله عليه وسلم قال: ( يَنْزِلُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ، لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ )

إخوة الإسلام: إن الفوزَ الأعظمَ، والفلاح الأتمَّ، والسعادة الكُبرى، والغنيمةُ العُظمى، كل ذلك لا يكون إلا بالاستقامة والثبات يقول الله جل وعلا - لنبيِّه محمدٍ - عليه الصلاة والسلام -: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾(هود: 112)، ويقول -: ﴿ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ﴾(  فصلت: 6 ) ولقد أوصى نبيُّنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - أمَّتَه بوصيةٍ عظيمةٍ، وذلك في حديث سُفيان الثَّقفي حينما جاء إليه - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول اللهَ! قُل لي في الإسلام قولاً لا أسألُ عنه أحدًا بعدك. فقال - عليه الصلاة والسلام -: ( قُل: آمنتُ بالله، ثم استقِم )  إنها وصيةٌ عظيمةٌ تتضمَّنُ الأمرَ بلزومِ الإيمان الكامل والاعتقاد الصحيح، وفعلِ الواجبات، واجتناب المنهيَّات، وفعلِ الفضائل والمكرُمات. إن هذه الوصيةُ يا عباد الله هي وظيفةُ الإنسان في عُمره حتى الممات، ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾( الحجر: 99)، ويقول - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه مسلم -: ( قارِبوا وسدِّدوا ) .والتسديدُ هنا معناه: الاستقامةُ والإصابةُ على السُّنَّة.

أيها المسلمون: إن من أنعمَ الله عليه بالعمل الصالحِ وفعلِ الطاعات فإنه يجبُ عليه أن يشكُر الله - جل وعلا -، وأن يبذُلَ المزيدَ، وليحرِص أشدَّ الحِرص على أن يحفظَ حسناته.  ألا وإن أشدَّ ما ينبغي أن يكون عليه المُسلمُ من الحَذَر: التعدِّي على المخلوقين بقولٍ أو فعلٍ، أو النَّيل منهم في عِرضٍ أو مالٍ أو نحو ذلك؛ فإن حقوقَ الخلق عظيمةٌ عند الله - جل وعلا -، وهي من الذنون الذي لا يُغفَر حتى يتحلَّل المرءُ من أصحابِ المظلمات. يقول الله - جل وعلا -: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾( الأحزاب: 58) ألا وإن من الخسارَة الكُبرى: أن تُسدِيَ لغيرِك أعظمَ ما تحصَّلتَ عليه من الحسنات، فذلك هو الإفلاسُ الحقيقيُّ؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للصحابة: ( «من المُفلِسُ فيكم؟». فقالوا: المُفلِسُ فينا من لا متاعَ عنده ولا دينار. فقال - عليه الصلاة والسلام -: «المُفلِسُ من أمتي: من يأتي بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي وقد شتمَ هذا، وقذفَ هذا، وضربَ هذا، وسفكَ دمَ هذا، وأخذَ مالَ هذا، فيأخُذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنِيَت حسناتُه قبل أن يُقضَى ما عليه أُخِذ من خطاياهم فطُرِحَت عليه ثم طُرِح في النار) رواه مسلمٌ .. ألا فاستقيموا على طاعة الله - جل وعلا -، واستجيبوا لأمره ؛ تفوزوا وتغنَموا، وتسعَدوا وتُفلِحوا. أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾( الأحقاف: 13، 14) باركَ اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإيَّاكم بما فيه من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، أقولُ ما تسمَعُون، وأستَغفِرُ اللهَ العظيمَ  لي ولكم ولسائِرِ المُسلمين، فاستغفِرُوه، إنه هو الغفورُ الرحيمُ..

الخطبة الثانية :ـ

الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رِضوانه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ.

أما بعد، فيا أيها المسلمون: المرءُ قويٌّ بتقواه، فاتَّقُوا اللهَ تعالى، وبادِرُوا أقوالَكم بأفعالِكم؛ فإن حقيقةَ عُمر الإنسام ما أمضَاه في طاعةِ الله. لقد ودَّعنا شهرًا كريمًا، وموسِمًا عظيمًا مِن مواسِمِ الخير والبركة،  قد مضت لياليه العامرة، وأيامه الغامرة، رَبِحَ فيه الفائزون، وغَنِمَ فيه المجتهدون، يا سعادة الفائزين، قد ألهمهم اللهُ التوبةَ، ووفَّقهم للطاعة، نسأل الله لنا و لهم القبول والاستقامة، ويا ضيعة الخائبين، قد حُرموا وحُجبوا عن ربهم، وضاعَت عليهم فرصُ العمر، ومواسم الخيرات، لم يغنموا إلَّا الحسرة والندامة، لكنَّ أبواب التوبة لازالت مفتوحة، لم تُغلَق بعد رمضان . عباد الله : الشهورُ كلُّها مواسِمُ عبادةٍ، وإن تفاوَتَت واختلَفت في الفضلِ والوظائِفِ، والعُمرُ كلُّه فُرصةُ عملٍ وطاعةٍ، فيا من وفقهُ الله فَى رمضانَ على أحسَنِ حالٍ، فزانَت مِنهُ الأقوالُ والأفعالُ! اثبُت ولا تتغيَّرنَّ بعدَهُ في ايام حياتك . و يا مَن سبَقَك القومُ وتخلَّفتَ .. ومضَى أكثرُ العُمر وسوَّفتَ .. وضاعَت عليك فُرصةُ رمضان فما ربِحتَ! هلُمَّ فالأبوابُ لا زالَت مفتُوحة، والتوبةُ مقبُولة، قال الله عز وجل (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53].:. 

ايها المؤمنون عباد الله :

 ولا نكن كعبيد السوء، الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، فإذا انقضى رمضان رجعوا لمعاصيهم، وتركوا الفرائض والسنن أو قصروا فيها، فمثل هؤلاء حري بهم أن يكونوا من الخاسرين الذين لم يحصلوا التقوى التي من أجلها فرض رمضان. عباد الله روى مسلمٌ في صحيحه, عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ). ولا فرق بين أن يصوم الإنسان هذه الأيام الستة بعد العيدِ مباشرة أو يؤخرها بعدَ ذلك, ولا فرق بين أن يصومها تباعاً أو يفرقها, ولكن لابد أن تكون بعد انتهاء كل أيامِ رمضان, فمن عليه قضاءٌ من رمضان فإنه لا ينفعه أن يصومَ الأيام الستة قبل أن يقضي ما عليه من رمضان, لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ ) فلابد من صيام رمضان أولاً ثم إتباعه بستةِ أيام من شوال. لأن هذه الأيام الستة بمثابة النافلة الراتبة, اي أن من عليه قضاءٌ من رمضان فإنه لا ينبغي له أن يأتي بالنَّفل قبل الواجبِ؛ فإن قواعد الشريعة تقضِي بتقديمِ الواجبِ على النَّفل 

 هذا وصلوا وسلموا على من أمرَكم الله بالصلاة والسلام عليه فقال - عزَّ مِن قائِلٍ -: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].وقال صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ» (رواه النسائي وصححه الألباني)  اللهم صَلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله، .  اللهُمَّ ارضَ عن الخلفاء الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلِيّ، وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك يا أرحم الراحمين.

ــ اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واذل الكفرة والملحدين . ــ اللهم ادفع عنا الغلاء والوبأ ،والربا والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن . ــ اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، وسوء القضاء وشماتة الأعداء . ــ اللهم إنا نسألك الجنة، وما قرَّب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول أو عمل . ــ اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا . ــ اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من الهالكين ، اللهم سقيا رحمه لا سقيا عذاب .

ــ اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا،. اللهم احفظَنا مِن بين أيديِنا، ومِن خلفِنا، وعن أيمانِنا، وعن شمائِلنا، ومِن فوقِنا، ومِن تحتِ أرجلِنا، ــ اللهم جنِّبَنا كيدَ الكائدين، ومَكرَ الماكرين، اللهمَّ قوّيِ إيمانَنا بِك، وزِد في توكلِّنا عليك، واجعل قلوبَنا متعلِّقةً بكَ وحدَك، اللهمَّ ارفعِ الضُّرَ عن المُتضرِّرينَ مِن المسلمين، اللهمَّ اغفر لَنا ولآبائِنا وأمهاتِنا ولجميعِ المسلمين، الأحياءِ مِنهم والأموات، إنّكَ سميعُ الدُّعاء، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201]. عباد الله  (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ النحل:(90) فاذكروا اللهَ يذكُركم، واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنَعون .


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة